احببت العاصي بقلم ايه عاصم

موقع أيام نيوز

عليه في الغد 
كانت تجلس علي ذلك الفراش الصغير تنظر لذلك الجسد الصغير المتسطح أمامها وعندما تقترب أكثر تري أن ذلك الجسد لفتاة صغيرة من الممكن أن نقول أنها في العام الثالث من عمرها ذات بشره بيضاء صافية ولكنها ممتزجة بلون وردي يجعلها أكثر جمالا أما عن خصلات شعرها فكانت مزيج بين الأصفر و البني لا تستطيع

أن تحدد إلي أي لون ينسب وأمامها كانت هي تضع الكمادات علي جبهتها الصغيرة وتنظر إليها بحنان نابع من داخلها فالصغيران أصبحوا أملهم في الحياة و الصغيرة مريضة بالحمي وهي بجانبها منذ الأمس ترفض أن تتركها حتي يطمأن قلبها وتنخفض حرارتها
من هي أول ما يتردد في العقول من هي 
وكانت الإجابة عندما دلفت إلي الغرفة امرأة أخري ترتدي عباءة منزلية باللون الأزرق و خصلات شعرها الطويل منسدلة علي ظهرها و عينيها متسلط علي الطفلة المتسطحة اقتربت وجلست بجانب الفتاة
ال حمد لله يا عاصي ح حرارتها نزلت عشان خ خاطري روحي ارتاحي شويا طول الليل وأنتي سهرانه
ابتسمت إليها وحمدت الله سرا ثم قالت بنبرة هادئة وهي تنظر إلي الفتاة بحب 
مټخافيش
والإجابة بهدوء إنها العاصي وشيء ما قد تغير فلو دققنا النظر لقد تغير كل شيء المكان ليس المكان و الزمن ليس بالزمان و الاشخاص أيضا
فالمكان هو الأرض المقدسة مكة الزمن ربما تقدم الزمن إلي ما يقرب الثلاث سنوات أو أكثر وعن الأشخاص كانت تجلس تتابع الفتاة الصغيرة باهتمام شديد تغيرت حقا فالجسد فقد من الوزن الكثير و الثياب أصحبت مرتبه إلي حدا كبير و اتضح الآن بياض بشرتها ولكن تلك الخصلات التي كانت بطول ظهرها وأطول أصبحت قصيرة جدا تكاد ت رأسها وأمامها كانت تجلس فداء ببرأتها و إشراقتها المعتادة ولكن الذي زاد عليها هو ذلك الصوت العذب الذي عاد إليها بعد غياب طويل وعادت إليها ضحكتها المفرحة سنوات طول توالت عليهم وهم معا أفراح وأحزان وكل شيء ينتهي ويبقي الإنسان ومن يحبه بصدق بدون مصالح أو مسميات مختلفة وما هي إلا لحظة ودلفت فتاة ترتدي منامة منزلية و كانت غاضبة تحمل طفل صغير أخر وتوجهت إلي فداء وأعطته لها وقالت پغضب 
فداء ابنك ده تخليه معاك أنا عاوزه أنام حرام عليكم كده
حبيب ماما يحب يفضل عند عمتو هند
نظر الصغير إلي هند وعبس بوجهه ثم قال 
هند وحشة
نظرت له هند بحدة و هتفت پغضب مصطنع 
حالا هند وحشه أقول إيه ما أنت أبن آدم ماشي يا سليم مفيش كرتون تاني
نظر الطفل لها بأسف ثم قال 
هند حلوه سليم حب نودي
ضحكة هند بشدة وهي وأخذت تخبط كفيها ببعضهم بطريقة ساخرة 
أنتم تبعدوا العيال دول عن آدم شويا دول النسخة المصغرة منه
وماله آدم يا دكتورة هند مش عجبك
وضعت يدها علي قلبها بخضة وقالت 
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت جيت أمتي
من ساعة أبعدوا العيال عن آدم
نظرت هند إليه وقالت بثبات 
المفروض العيال بقول نسخة منك بعض النظر أن عهد متقدمة و طلعة نسخة مني في خفة الډم بس بردك وخده منك حجات كتير أولهم البكش يا حبيب أختك
نظر آدم لها وضيق عينيه قال بحزن مصطنع أنا بكاش يا هند
وبنبرة مؤكدا قالت 
طبعا عندك شك 
وبنبرة مرحة قال 
لا
أخذ الجميع يضحك بشدة حين وقعت عين آدم على عاصي التي تنظر للصغيرة بقلق فتلك هي عادتها المستحدثة القلق وخاصة على الصغار فوقف أمامها و أمسك كف يدها فنطرت له بعدم فهم فقال بحنان 
عاوز أتكلم معك في موضوع على انفراد
فنظرت له وحركة راسها بموافقه و قامت على الفور و سارت معه إلي غرفة أخري حين نظرت هند إلي فداء وغمزت لها و قالت إيه النظام
حركة فداء يديها بحركة تدل على عدم الفهم فقالت هند بنبرة ماكره 
عليا بردك دا أنت أكيد عرفه كل حاجه بس يا خبر بفلوس بكره يبقي ببلاش

لربما هو الزمن الذي غير كل شيء و قلبه رأسا علي عقب فكل شيء هذه الحياة يتغير ولكن هو هل الزمن دار وجار لننظر إلي ذلك الرجل الذي كان يتحكم بكل شيء من حوله بقرار بحكم بكلمة هل هذا مصطفي مهران متسطح على ذلك الفراش بلا حوله ولا قوة بلا تسلط و بلا جبروت يا الله مصطفي مهران ترك تلك العصا التي كانت يعلو صوت استصدامها بالأرض حين الڠضب ويا له من زمن ولي وعهد فني وبقي بقي فقط جسد تسطح يحارب المړض ولكن حين تنظر لتلك الملامح تري رجل يرفض الاستسلام للضعف رجل يحارب من أجل الحياة رجل يفعل كل شيء ليرفع الراية من جديد وها هو رفيق دربه وذراعه اليمين الذي يعلم خبايا وأسرار مصطفي مهران آت وهو يحمل له الأخبار التي ستكون لمصطفي مهران سلاحا يحترب به من جديد
نظر علي إلي مصطفي مهران بنظرة تقدير ما و زال ينظر له تلك النظر نظر تجليل فتنحنح معلنا عن وجوده ففتح مصطفي
تم نسخ الرابط