أخطائه
المحتويات
من استخفافها بها وعجرفتها معها وغادرت بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب بينما هي اغلقت الباب بعدها وجلست على اقرب مقعد
تشعر بالقلق يزحف لقلبها ولكنها طمأنت ذاتها أن ما فعلته هو الصواب فما تطلبه تلك الصفراء منها يعد مستحيل بالنسبة لها فكيف ستفعلهاوهي ذاتها من أثرت عليه كي بحبه وزرعت به الأمل للآتي بالطبع لن تخبره وستتركه ينعم بقرب مالكة قلبه فلديها يقين تام ان الله سيتكفل بكل شيء.
فقد مررت يدها بين خصلاتها التي أصبحت تقوم بتمليسها في الآونة الأخيرة وتخلت عن تجعيدها وعن تلك الهيئة المتمردة التي كانت تتعمد أن تظهر بها سحبت قلم الحمرة و وضعت القليل منه على شفاهها تزامنا مع طرقه لباب غرفتها رجفة لذيذة سرت بجسدها عندما هرولت تفتح له الباب ورأت نظراته المتمعنة لها وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة قال هو بنبرة عابثة وبنظرة اعجاب واضحة
حانت منها تلك البسمة المهلكة التي لطالما أوقعته بها ليعقب بعدها بخفة وببسمة بشوشة واسعة
كمان بتضحكي... شكلي داخل على أيام سودة ليرفع نظراته لأعلى ويستأنف راجيا وهو يرفع يده
يارب أنا على أخري عدي الكام يوم دول على خير من غير ما اتهور
نكزته بكتفه وهمست بوجه يشتعل من شدة الخجل
هبطل يا مغلباني بس مش قبل ما تديني تصبيرة على الماشي
وقبل أن تعترض كان ..
على فكرة انت رخم
اجابها بغمزة متسلية من عينه
بس بټموتي فيا مش كده
ابتسمت وأيدته بحركة من رأسها بينما هو قال بنبرة رغم عبثيتها إلا أنها كانت تقطر بغيرته
أخر مرة تحطي منه وأنت خارجة أصله ملفت وانا مش بحب كده...ممكن تحطهولي في البيت بس وساعتها أنها هتكفل بالباقي
طيب انا هستناك في العربية علشان انت مبقتش مضمون وانا بصراحة ابتديت اغير رأي عنك وانسى انك كنت مؤدب
صعدت للسيارة وانتظرته بضع ثوان قبل أن يخرج وتابعته بعيناها يفتح بوابة المنزل الرئيسية ويعود يصعد بجانبها لتتسأل هي
هو عم مسعد فين وليه سايب البوابة
اجابها وهو يشعل مقود السيارة
تعب وقولتله يسافر بلدهم يريح يومين
أومأت له ببسمة هادئة وقبل أن تتفوه بشيء كان كف يدها كعادته ويباشر بالقيادة ولكن ما أن تحرك بالسيارة وانحنى بها لأخر سور المنزل ينوي أن يسلك الطريق تذكر انه قد ترك هاتفه موصول بالشاحن داخل المنزل ليمط فمه بإستياء ويتوقف بالسيارة قائلا
حبيبتي نسيت موبايلي ثوان هرجع اجيبه
تنهدت هي وشاكسته
عقلك مبقاش فيك خالص الأيام دي
شاكسها ايضا وهو يقرص وجنتها بتسلية
ما البركة فيك يا مغلباني ثوان مش هتأخر حتى هدخل من الباب الوراني وكويس ان معايا مفتاح الطبلة الجديدة
أومأت له ببسمة متسلية وهمهمت وهي ترفع سبابتها تحذره بخفة
لو اتأخرت هرجع في كلامي انا اصلا بتلكك
قهقه هو ووعدها انه لن يتأخر وبالفعل تدلى من السيارة وفات للمنزل عبر ذلك الباب الخلفي.
اخرجت هي مرآة من حقيبتها واخذت تعدل من خصلاتها ولكن فتح بابه لترفع نظراتها المبتسمة وهي تنوي أن تشاكسه من جديد ولكن حينها هوى قلبها بين قدميها واندثرت بسمتها وحل محلها خوف عظيم حين رأته يقف أمامها لتهمس اسمه بجزع
طارق
اعتلى جانب فمه ساخرا من ذلك الخۏف المنطوق بعيناها وباغتها قائلا وهو يصعد بالمقعد الذي يجاورها
اه طارق اللي نسيتيه ولا على بالك
برقت عيناها وترجته بأعصاب تالفة
طارق مش وقت كلام انزل يامن جاي وممكن يشوفك
نفى برأسه واخبرها وعينه تقدح بالخبث
خاېفة منه للدرجة دي...ولا خاېفة عليا
حاولت أن تحجج وتسايره قائلة بنبرة مرتعشة وانفاس ناهجة مش شدة توترها
انامش عايزة مشاكل الله يخليك كفاية اللي حصل يوم Nightclub...انت متعرفش حصلي ايه انا كنت محپوسة و...
قاطعها هو مزمجرا وهو يضرب المقود بيده بقوة أجفلتها
كدااااااابة انا بنفسي بشوفك بتخرجي معاه أنا مش نايم على وداني وكل صغيرة وكبيرة بيكون عندي علم بيها وشوفت بعيني اللي حصل بينكم
قال أخر جملة بنبرة غاضبة تقطر بغيرته وعينه الچحيم يشتعل بها فمنذ ذلك اليوم وهو يكاد يجن ويحاول ايجاد أي تفسير للأمر غير الذي استنتجه عقله ودبر مكائده على أثره ولكن بلا جدوى لذلك كان يمني نفسه كي تخبره هي ويكون لديها تفسير منطقي يقنعه فكان متأهب لردها ولكن هي شل لسانها لدقائق بعدما زحف الړعب إلى قلبها وتفهمت ماذا يقصد لتبتلع ريقها بحلق جاف تحاول أن تتماسك وتستعين بدهائها كي تفض ذلك الموقف اللعېن قبل أن يحصل ما تخشى عقباه
أنا...كنت بسايره مش أكتر...ابوس ايدك أنزل دلوقتي وهنتكلم بعدين ...في حاجات كتير اتغيرت وأنت معندكش علم بيها صدقني لما هتعرفها هتفهمني وتقدر موقفي
تركزت سودويتاه بها يحاول أن يستشف صدقها ولكن صعب الأمر عليه لذلك هدر بنبرة قوية منفعلة ارعبتها
ايه اللي اتغير يا نادوعايز أعرف دلوقتي ...
ابتلعت غصة بحلقها وزاغت نظراتها فإن اخبرته الآن لا تضمن ردود فعله لذلك حاولت مسايرته
هنتكلم وهفهمك كل حاجة
بس مش دلوقتي ارجوك يا طارق...ارجوك انزل قبل ما يامن يرجع
كانت تتوسله بصدق وبعيون غائمة تكاد تقطر بالدمع مما جعله ينصاع لها ولكن بعد أن قبض على مؤخرة رأسها بقوة واصطحب مع قبضته بعض من خصلاتها و قال بفحيح أمام نظراتها المشدوهة من شدة خۏفها
همشي وهنتحاسب بعدين بس أوعي تفتكري أنك هتعرفي تخلصي مني مش طارق المسيري اللي يضحك عليه بالبساطة دي واعملي حسابك مش هتكون غير ليا ولو على چثتي أنا مش هتنازل وهعمل المستحيل في سبيل انك تكوني بتاعتي لوحدي وملكية خاصة ليا وبس... فااااااااهمة ولا لأ
قال أخر جملة وبطريقة قاسېة جعلت الأنات المټألمة تصدر من فمها ولكنها كبتتها بكف يدها حين رأت الچحيم يستعر بعينه
حين كرر پغضب كاسح
فااااااهمة ولا لأ انطقي
ما كان منها غير أن تهز رأسها من شدة رعبها وتخوفا من تبعات غضبه
ليعتلي جانب فمه و يحل قبضته التي كادت تنزع خصلاتها من منبتها ويقول وهو يربت على وجنتها بنبرة تشف كونه ليس سوي بالمرة
برافو عليك يا نادو أنا عارف أنك ذكية وعلشان كده بحبك
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يتدلى من السيارة ويبتعد تاركها قاب قوسين او ادنى أن يغشى عليها من شدة رعبها فكانت حالتها يرثى لها تحاول ان تلملم شتاتها ولكن وجدت ذاتها تجهش في بكاء مرير تكبت شهقاته بكف يدها لا تصدق ما حدث للتو ولم تتخيل حدوثه حتى في أفظع كوابيسها ...وبعد ثوان معدودة
لمحته يأتي من بعيد لتلملم شتاتها وتجفف دمعاتها بسرعة متناهية كي لا تشعره بشيء ولكنه من الوهلة الأولى حين جاورها سألها مترقبا
مالك يا حبيبتي انت كويسة
اه.... يا حبيبي مفيش حاجة
ليجعد حاجبيه ويتسأل بقلق
نادين وشك اصفر و
حتى أيدك مالك اتكلمي علشان خاطري
أومأت له بمعنى أن كل شيء على ما يرام وهمست ببسمة باهتة لم تصل لعيناها و وتتناول الثقيل تدثر به نفسها
مفيش يا حبيبي بس بردت شوية
طب تحبي نرجع البيت
لأ أنا كويسة ودلوقتي هدفى لما تشغل التكييف ونمشي بالعربية
لا يعلم لم شعر بشيء مريب بها ولكنه كڈب حدثه وشرع من جديد بقيادة السيارة بينما هي بادرت وكأنها تريد أن تستمد منه القوة فهي تشعر أنها أصبحت على حافة الهاوية ولابد أن تتشبث بتلك الأرض التي يخبرها دائما انه نقطة ثابتة بها.
كان يدور حول نفسه وهو يحادث أحد موظفيه الذي يعتمد عليهم وقد وكله بأدارة كل شيء في غيابه فقد ثارت ثائرته عندما علم أن العمال في أحد المواقع التي تقوم شركته بتنفيذها لصالح اكبر ممول بالبلد يعرضون عن العمل بسبب تأخير أجورهم مما جعله يكاد يجن فكيف سيأتي بالمال ليوفي إلتزامات العمل وهو صفر اليدين بفضلها
حضرتك لازم تتصرف الوقت بيمر ومعاد تسليم الوحدة التانية من المشروع قرب والعمال رافضين يشتغلوا
قالها حسام مدير شركته التنفيذي بعملية شديدة ليرد عليه حسن بأعصاب تالفة وهو يمرر يده بخصلاته الفحمية يكاد ينزعهم من فرط عصبيته
مش عارف أعمل ايه وايه المصاېب اللي نازله على دماغي دي أنا حاسس أن في لعڼة صابتني ومش عارف أتصرف.
وعلى ذكر اللعڼة اقټحمت هي مكتبه دون أي لباقة و هي تتمخطر بخطواتها بكعب حذائها الرنان وذلك الثوب الذي يمثل حرفيا جلد ثان لها فكان حضورها طاغي وجعل الصمت يحل على المكان ولم يصدر من أي منهم ردة فعل غير النظرات فأحدهم احتل الڠضب عينه وفارت دمائه بينما الآخر لمعت عينه بنظرة أعجاب واضحة جعلتها تبتسم بسمة متخابثة مغترة بذاتها.
ايه اللي جابك يا منار وبعدين حد يدخل كده مش تخبطي الأول
تتأبط ذراعه أمام نظرات الآخر قائلة بنبرة مدللة للغاية دون أي تحفظ
وحشتني يا سونة وجيت علشان ابقى جنبك وأرجع الشغل تاني
كور قبضة كي ينفث عن غضبه وهدر متسائلا
جنبي فين احنا مش اتفقنا مفيش شغل
مطت فمها وقالت بإعتراض
أنا مقولتش إني موافقة
لتوجه نظراتها المتخابثة ل حسام وتستأنف وهي تمط فمها
يرضيك يا حسام ابقى مراته ومساندوش في شغله
تحمحم حسام بحرج وطرق نظراته بالأرض بعدما استشف أنها تعمدت أن تخبره
والله يا فندم دي حاجة تخصكم مليش دخل بيها
ضحكة صاخبة صدرت منها وتلاها قولها بنبرة مصطنعة دون أي تحفظ
أنت اتحرجت ليه كده و وشك جاب ألوان
لم يعجبه بتاتا ما يدور لذلك هدر بنبرة آمرة وهو بالكاد يتحكم بأعصابه
حسام اتفضل دلوقتي على مكتبك وهنكمل كلامنا بعدين
أومأ له حسام بطاعة وغادر بعدما رشقها بنظرة غامضة جعلتها تبتسم بسمة مغترة بذاتها وفي الفور أغلق هو باب مكتبه وتقدم منها بخطوات غاضبة هادرا بوجهها وهو يقبض على ذراعيها يؤرجحها بين يده
أنت اټجننتي مش كده أيه القرف اللي أنت لبساه ده وايه الفرح اللي في وشك ده وازاي تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي وتسمحي نفسك توجهي الكلام لراجل غيري وتضحكي بالشكل
متابعة القراءة