روايه جديده بقلم ياسمين رجب

موقع أيام نيوز

سمر في وجهها خارجة من غرفة رهف
مرام ايه يا سمر جيتي امتي 
سمر  جيت بعد العصر كده 
مرام امال رهف فين
سمر بكذب نايمة اصلها جات من المدرسة واتكلمنا شوية وبعدين نامت 
مرام  طيب صاحيها علشان عايزكم في موضوع مهم 
سمر خليها نايمة مش واقته يعني
مرام خلاص تمام خليها اهم حاجه اكلت واخدت العلاج
سمر  اها اكلت انا وهي وخليتها اخدت العلاج
مرام  طيب تصبحي علي خير هدخل انام علشان يومي كان طويل
في الصباح الباكر استيقظت على صوت رنين هاتفها نظرت اليه وعلى وجهها ابتسامة صافية 
صباح الخير قالتها مرام منتظرة صوته 
عمار تصدقى بالله
مرام ونعم بالله
عمار ده احلي صباح في حياتي 
صمتت لبرهة من فرط خجلها واردفت انت صاحي بدري ليه كده
عمار  ما انتي عارفه هخرج النهاردة ادور على شغل وقولت اكلمك علشان حظي يكون حلوا زيك
مرام طيب اجهز وانا هاخد شور وننزل مع بعض علشان عندي جامعة النهاردة ما تخليك ونبقي ندور مع بعض
عمار  بس انا هدور في اماكن مختلفة عنك تماما
مرام بتعجب ليه
عمار علشان لو هتكوني قدامي مستحيل اعرف اشتغل
ابتسمت على حديثه قائلة  ماشي هنزل لواحدي
عمار ايه رايك نفطر مع بعض بره النهاردة
مرام امممممم اوك هجهز الفطار لسمر ورهف وانزل نفطر مع بعض 
عمار  مرام
مرام  نعم
عمار بحبك
اغلقت الهاتف بعد سماع تلك الكلمة التي جعلت قلبها يتراقص من السعادة نهضت بكل النشاط الذي بداخلها احضرت الفطار ثم ابدلت ملابسها وخرجت من المنزل متجهة إلى اسفل البناية وجدته ينتظرها و كل معاني العشق تفيض من عينيه
صباح الخير قالتها مرام وهي تقترب منه
عمار صباح الورد والفل والياسمين صباح كل حاجه حلوة في الدنيا 
مرام بخجل نمشي ولا 
عمار يالا بس تحبي تفطري فين
مرام انا هوديك مكان انما ايه خليك معايا بس
انصرف كلاهما وهو لا يعلم إلى اين تاخذه إلى ان توقفت فجأة اماما احدي عربات الفول 
مرام  وده بقي عمي عبدو احسن واحد يعمل فول في مصر كلها 
عمار  فول
مرام مالك اوعا تكون مش بتحبه
حمحم قائلا  بصراحه عمري ما اكلته 
مرام طيب يالا بينا نشوف مكان تاني
كادت ان تغادر لكنه اطبق على كفها وهو يذهب صوب البائع قائلا هو انا ما اكلتوش قبل كده بس معنديش مانع اجربه معاكي 
ظهرت ابتسامة صافية على ثغرها لتردف قائلة هيعجبك جداا
جلس مقابل لها على احدى الطاولات بالشارع حتي اتي الطعام لم يتوقع انه سوف يأكل بكل هذه الشهية لا يعلم هل هو يأكل بسبب الطعام ام مجرد رؤيتها امامه انسته الدنيا بما فيها وجعلت شهيته تتقبل كل شيء
اخيرا انهي طعامه وسط نظرتها المسلطة عليه بتبصيلي كده ليه قالها عمار وهو يتفصح ملامحها
مرام بضحك اصلك كنت بتقول عمرك ما اكلته بس مشاءالله طلعت شكلك عجبك الفول 
ارتفع صوت ضحكاته وهو ينظر إليها وهتف بجدية بصراحة انا اول مره احب الاكل مش علشان طعمه بس علشان معاكي لان في ناس كده بيفتحوا النفس على كل حاجه 
اصابها الخجل من حديثه فا اشاحت ببصرها في الجهة الاخري تدري ابتسامتها 
بينما هو نهض من مجلسه ومد يده اليها يالا بينا علشان متتاخريش على جامعتك 
وضعت يدها في يده وانطلقا الاثنين سويا يسيروا على اقدامهم لا يهتمون لطول المسافة فقط يهتمون لمشاعرهم هي في داخلها تتمني ان تجعله اقوي هذا لذلك ستبقى بجواره مهما حدث 
اما هو في داخله كل سعادة الدنيا بما فيها هذه اللحظات التي امضها بجوارها
اخيرا وصلت امام جامعاتها نظرت إلى يدها التي لم يتركها بعد وهتفت قائلة  ايه ناوي تاخد ايدي معاك
هتف بضحك  والله لو عليا اخدك انتي بذات نفسك 
قائلا  خلي بالك من نفسك
لم تعرف بم تجيب فهو دائمآ يجعلها مغيبة اماما عشقه اكتفت بالصمت واخفضت بصرها وهمست  حاضر خلي بالك انت كمان نفسك 
عمار  حاضر يالا ادخلي بسرعة 
انتقلت نظرتها بينه وبين يدها الذي مازال 
لتصدر منه ضحكة خفيفة وهو يتركها قائلا والله نسيت 
تركته وانصرفت إلى الداخل بينها ظل يتابعها إلى ان غابت عن عينيه و بدأ هو مسيرته في البحث عن اي عمل تجول بين المطاعم والمقاهي محلات الملابس لم يترك مكان الا وبحث به حتى وصل إلى احد اسوق الخضار ينتقل ببصره بين الناس حتى وقع بصره على رجل قد بلغ عليه الشيب بالعقد الخامس يحاول حمل بعض
بعض الاكيس المصنوعة من القماش المعروفة بالشيكارة او الزكيبة موضوع بها
خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام عنه قائلا تحب انزلها فين يا حاج
الرجل لا يا ابني ده شغلي 
اردف بتعجب ازي يعني تشيل كل ده
الرجل اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك 
عمار  طيب خليني اساعدك
الرجل  كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني 
تقدم منهم رجل في اواخر العقد الربع من العمر المدعو جابر
جابر  ولدك ده يا عم عوض 
عوض ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا 
جابر  خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش پهدلة 
عمار ابدا انا كنت بدور على شغل وشفت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
جابر بسخرية  انت تساعده ليه مش خاېف على هدومك تتوسخ
عمار  انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
٤٢٦ جابر طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس 
عمار  هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صاحب الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
عمار  اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر  من دلوقتى لو تحب كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن 
في اقل من دقيقة خلع قميصه وظل بملابسه القطنية التي تبرز عضلات جسده تصلب جابر امامه فهو شاب بمقټل العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء 
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن 
اخيرا انهي عمله فقد عمل طوال اليوم لم يريح جسده لدقيقة واحدة فكان الارهاق والتعب تملك ثائر جسده غادر إلى المنزل وانعم جسده بحمام دافئ ثم اخرج هاتفه وهو ينظر إلى كمية المكالمات التي لم يرها تنهد بتعب ونهض متجه إلى الشرفة حتى يحدثها 
ارتفع صوت رنين الهاتف فنظرت الي صاحب الرقم واجابت بسرعة كنت فين قلقتني عليك 
عمار  معلش يا حبيبتى ما اخدتش بالي 
مرام طيب احكيلي عملت ايه 
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا 
في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من نومه وعلامات التعب تتمكن من ثائر جسده تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجديد بعدما ترك لها رسالة تنص على حبيبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بحبك 
تابع عمله بكل نشاط 
كانت اعين الجميع عليه وبالاخص الچنس الناعم من بينهم سيدة في اوائل الثلاثين توفى زوجها منذ عامين واصبحت هي صاحبة كل شيء لديها محل خضار كبير كانت تتابعه بعينيها باعجاب ظاهر نادت على احد صبيان العاملين لديها قائلة  عتمان يا عتمان انت يازفت
عتمان  نعم يا معلمه بدور
بدور ساعة علشان تيجى يازفت
عتمان  معلش يا معلمه كنت بشوف الناس الي بيحملوا الخضار
بدور طيب شايف الجدع الي بينزل الخضار عند المعلم عبد العزيز 
عتمان انهي واحد يا معلمه هما كتير
بدور ركز معايا يازفت الجدع الي لابس فلنة بيضة بحملات الجدع ابو عيون ملونه يازفت
عتمان اهااا شفته كل السوق بيتكلم عنه من ساعة ما بدأ شغل وهو موقفش دقيقة واحدة
بدور  اسمه ايه
عتمان بيقولوا اسمه عمار
بدور  طيب روح نادي عليه
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلاء بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق 
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر 
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله 
عتمان  ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار  قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام بجذب كيس الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا  لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
يا عيني عليك يا عموري هتلاقيها من مين ولا من مين 
الحلقة 1415
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلئ بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق 
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر 
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله 
عتمان  ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار  قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام بجذب كيس
الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
وقف عمار وهو بداخله نيران ڠضب خاملة تكاد ټنفجر ليهتف من بين اسنانه  قولها مش فاضي ايه البعيد مبيسمعش
كاد أن يحمل الكيس مرة اخرى ولكن منعه مجدد يد عتمان الذي دفعه بقوة حتى اوشك علي السقوط ليهتف پغضب  في ايه ياجدع انت اعمي
عتمان ظنن منه انه يستطيع اخذ عمار الذي بمجرد أن وضع عتمان يده لكمه عمار في وجهه أسقطه ارضا على اثرها 
لينهض هو الاخر مسدد لعمار تلك اللكمة حتى نشاء بينهم شجار وسط ذهول الجميع لم يستطيع احد التقدم خوفا من بدور فالكل يعرفها ما ان وضعت عينها على شيء لن تصمت حتى تاخذه
ايه بيحصل هنا بالظبط قالها المعلم عبد العزيز الذي اتي للتو من سوهاج 
ابتعد الاثنين عن بعضهما وهما ينظرون إلى صاحب الصوت
مفيش حاجه يا معلم قالها عتمان 
بينما تعجب عمار من امر صاحب الصوت بملامحه الهادئة رغم صلابة صوته ولكن هناك شيء بداخله جعله يرخي اعصابه حين نظر اليه فكانت ملامحه تدل على القوة والجبروت ولكن بشوش الوجه للحظة شعر بأنه يعرفه ربما التقي
تم نسخ الرابط