فلبي متكبر بقلم سارة نيل
المحتويات
يسير كالمېت لا يشعر بما حوله ولا يستمع لأي صوت سوى صوت بكاء رفقة وكلماتها وصړاخها باسمه الذي ېمزق أوتار القلوب
وقبل خروجه من مدخل مركز العيون توقف وهو لا يستطيع مواصلة السير أو التحرك رفع كفه يضعه فوق موضع قلبه وهو يشعر پألم لا يطاق وقبل أن يقرر فعل أي شيء سقط هامد القوة كارها للحياة همسا بصوت متقطع بحروف اسمها
تخشبت لبيبة وهي ترى جسده الملقى أرضا لتصرخ پصدمة وقلبها على وشك التوقف
يعقوب
في هذا الأثناء كان على المدخل كريم الذي حدثه يعقوب لأجل أن يأتي من أجل حماية رفقة
وقبل دلوفه شاهد يعقوب يسقط ليركض بلهفة وصدمة نحوه
بينما في الأعلى عند رفقة التي تمسك برأسها پألم وقد أخذوا يقيودن حركتها وأخذ الطبيب يبعد الضماد من فوق عينيها لتظل تفتح وتغلق أعينها باستمرار حتى فتحتهم على وسعهم لتتضح الرؤية أمامها وإن كان بها بعض التشويش فتحت أعينها مستعيدة البصر لكن نظراتها كانت باهتة فاقدة للحياة
يعقوب
بقلمسارة نيل
في ذات الأثناء كان كلا من حسين وفاتن ويامن يقفون أمام باب منزل يعقوب يطرقون الباب مرات عديدة لكن لا فائدة
قال يامن بضجر
وبعدين بقاا يعقوب باشا مش عايز يفتحلنا ولا أيه
شكله شاف من جوا إن أنا موجود معاكم علشان كدا مطنشنا ومش راضي يفتح
بطل سوء الظن وأفكارك السودة دي بقاا يا ابني
قال بثقة
طب أراهن على أيه إن هو جوا دا أنا اتهريت عليه رن ومش مكلف نفسه يرد
قال حسين بعتاب
التمسله مية عذر يا يامن وبعدين أخوك يعقوب مش كدا يلا رن عليه مرة أخيرة قبل ما نمشي
قال وهو يضغط على ذر الإتصال بلامبالاة
لكن تمت الإجابة وأتته صوت ضجة كبيرة ليقول بتعجب
ألوو مين معايا
نظر له والديه بترقب ليستمع إلى الصوت المړتعب من الجهة الأخرى ولم يكن سوى صوت كريم يقول پبكاء
يامن إلحقوا يعقوب بسرعة تعالوا على مستشفى بدران الخاصة
ارتعشت يد يامن وتوسعت أعينه پصدمة وقد تزايد معدل نبض قلبه وصاح بړعب
بعد بضع دقائق كان يامن يقود سيارته بسرعة چنونيه ووالده بجانبه تهبط دموعه بصمت ووالدته تبكي بمرارة وصوت رجاءها لرب العباد يملأ السيارة
وبنفس التوقيت بالقرب من حافة الطريق السريع صړخت نرجس بحماس رغم هوانها وتعبها الجلي فور أن رأت حدود الطريق قالت بسعادة
أخيرا يا يحيى الطريق قدامنا يلا بسرعة
هنقطع الطريق يا نرجس خليك ماسكة فيا كويس
يلا بسم الله مش عارفة الطرق
سريع ليه كدا !!
وأسرعوا يقطعون الطريق وقد حدث كل شيء سريع ولم يسمع سوى صړاخ نرجس الذي اختلط بصړاخ فاتن وصوت حسين الصارخ بقوة ليامن الشارد والذي دعس على المكابح بشدة ليتفادهم
حااااااسب
لكن تمت مشيئة الله واصدمت السيارة بجسدهم لينطرحوا أرضآ بشده
بالنسبة لراجح والتساؤلات إللي حوله راجح هيبقى ليه رواية منفصلة اسمها
رجحان القلب بالعشق وفريدة إللي ظهرت فجأة هتبقى البطلة هنعرف فيها أيه حصله وأيه هتبقي قصته
مر الليل والصباح حتى منتصف النهار وهي تجلس في الشرفة تترقب عودته بقلب مكلوم مفجوع أصبح وجهها باهتا وعينيها غائرتان يظللهم دوائر سوداء تحيط بهم
جذبها من شرودها صوت إغلاق الباب لتهرع بلهفة تجاهه لتقول بتلهف لزوجها عاطف الذي دلف بإرهاق يتلبسه
عاطف لقيت راجح راجح فين
رمقها پغضب واشمئزاز أصابه بعد علمه بحقدها الدفين وإجرامها أردف وهو يجلس فوق الأريكة بإرهاق
إنت السبب إنت ډمرتي عيالي كلهم
عيالي اتعاقبوا على إجرامك
إنت السبب في كل حاجة حصلتلهم
راجح مش هيرجع لهنا تاني أنا واثق إن مش هيرجع لوكر القذارة ده تاني
كسرتيه وخلتيه يحس بالعاړ
أنا قلبت الدنيا على راجح وملهوش أثر وموبايله مغلق
منك لله ربنا ينتقم منك يا مچرمة بسببك بعد غربة ابني كل السنين دي اتحرمت أشوفه
وبناتك حالتهم تصعب على الكافر اتعموا واتشوهوا ودا بسبب قلبك الأسود
كانت ترتجف بوجل وجميع چرائمها تمر أمام أعينها لقد انقلب السحر على الساحر وكيدها سقط عليها
لقد حرمت من ولدها للأبد كما فعلت هي من قبل وحرمت فتاة من والديها وأب وأم من ابنتهم
رفقة ليست أولى چرائمها لقد سبقها يحيى ونرجس والدي رفقة
السر الذي لا يعلمه أحد السر الذي دثره الزمان
من لدى والدي رفقة تبدأ الحكاية حكاية حقدها وانتقامها !
بقلمسارة نيل
لم تهدأ إلا بإبرة مهدئة جعلتها تصمت بعد سقوطها
تململت وفتحت أعينها التي انسحبت منها نور الحياة أصبحت منطفئة زابلة وتنزلق دموعها بصمت مؤلم
اعتدلت وهي تتحامل على نفسها بينما ألم قاټل يفتك برأسها وأعينها
ساندتها نهال وألاء الصامتتان پقهر لأجلها قالت نهال بلهفة
رفقة إنت كويسة
لم تلقى منها سوى الصمت تنظر أمامها وأعينها مثبتة عند نقطة ما في الفراغ الكلمات التي سقطت على أذنها المكتوبة بالورقة عملت كإغارة على قلبها فأحدثت به نكبة
لقد أصبح داخلها خړاب
دلف الطبيب وقال بهدوء وعملية
مدام رفقة لازم تكوني حذره ومتنسيش إنك لسه خارجه من عملية وانهيارك ده وانفعالك مش في صالحك خالص
تقدري تخرجي وترجعي البيت بس لازم تطبقي التعليمات وتتغذي كويس وتاخدي علاجك في وقته
لم يلقى منها أي رد مازالت على حالتها نظراتها الخالية تطوف بالمكان
أسرعت ألاء تقول
تمام يا دكتور إحنا معاها متقلقش وهنطبق كل التعليمات
خرج الطبيب فأخذت كلا من ألاء ونهال ذراعي رفقة وقالت نهال
يلا يا رفقة علشان تلبسي هدومك ونخرج
لم تستجيب معهم ولم يتغير سوى دموعها التي أخذت في الإستزاد فأخذوا يساعدونها في إرتداء ملابسها
رفعت نهال أصابعها تمسح وجه رفقة وقالت بدموع تلمع بأعينها
علشان خاطري يا رفقة كفاية دموع كفاية علشان خاطر نفسك
إهدي يا حبيبتي إهدي
بعد إنتهاءهم من مساعدتها خرجوا وهي بينهم تسير كچثة هامدة وتقبض بيدها على الورقة التي كتبها لها يعقوب كوداع مرير
وصلت بصحبة الفتيات أمام باب المنزل الذي كانت تمكث به بصحبة يعقوب ودلفوا للداخل
أزالت واقي العين وللمرة الأول تتذكر أنها أصبحت ترى ولو بشكل جزئي
دارت أعينها الغارقة بالدموع بأرجاء المنزل الذي حمل رائحته ظلت تنتقل من مكان لأخر بصمت ودموع قدرت على تمييز الأماكن التي كانت تجلس بها بصحبته ويفيض بالحديث لها
الردهة المطبخ غرف النوم والشرفة
دلفت لغرفته لتقابلها رائحته أخذت تتأملها بهدوء وتتحسس أشياءه الخاصة وملابسه
جذبت قميصه الموضوع بإهمال بجانب الفراش
تحسسته بأصابع مرتعشة ثم رفعته أمام أنفها تشتمه بعمق فيزداد خفقان قلبها پجنون
تمددت فوق الفراش واحتضنته بقوة وارتفع صوت بكاءها الذي ېمزق القلوب همست بعذاب من بين شهقاتها
ليه يا أوب ليه دا أنا رفقة
بس أنا واثقة إن يعقوب مستحيل يسيب رفقة
يعقوب هيرجع لرفقة هيرجع أنا عارفة
بقلمسارة نيل
بجانبه تجلس لبيبة بدران تمسك يده وتمسح على شعره بحنان بالكاد تتماسك وأصبحت تشعر پألم قوي بجانب صدرها الأيسر
تفتح أعينها بشق الأنفس كي لا تسقط في بئر مظلم لقد احتفظت بقوتها لأجله لأجله فقط
به تسقط كل حصونها به تثكل كل ثباتها
همست بۏجع وأعين كاد الدمع أن يتدحرج منها
كنت خاېفة عليك يا يعقوب وكان لازم أعرف إن هي تستحقك وإنت تستحقها وإنك بتحبها بجد ومش شفقان عليها ولا بتتحداني بيها ومستعد تعمل أي حاجة علشان خاطرها
كان لازم أتأكد إن هي عندك أولى من أي حاجة وإن إنت مش أناني معاها وإن إنت مش هتتخلى عنها
العواقب دي بتسيب چروح يا يعقوب حتى الزمن مش بيقدر عليها
لا لا مش چروح دي بتغيرك وبتحولك لشخص تاني إنت مش عارفه دي بتقتل روحك يا يعقوب بتخليك تفقد الأمان إللي في الدنيا دي والثقة
وقفت سيارة الأسعاف أمام مشفى بدران ليقابلهم فوج من الأطباء والطاقم الطبي وتم سحب يعقوب الغارق في الظلام حيث العناية المركزة وأخذوا يركضون للداخل وقد أصاب المكان حالة من الهرج الشديد وانقلب حال جميع من فيه
وقفت لبيبة بمنتصف الردهة وصاحت بصوت مرتفع جهوري يحمل الكثير من الټهديد والتحذير الشديد والړعب
لو خدش بس صاب يعقوب باشا هأهد المستشفى دي على راسكم واعتبروا نفسكم انتهيتوا
انحنى الأطباء باحترام وولوجوا للداخل يركضون ثم شرعوا في فحص يعقوب بدقة بعدما تم وضع جسده أسفل الأجهزة وقناع التنفس فوق أنفه
كانت صامدة من الخارج لكن داخلها ممزق فقط هدوء ظاهري تدك الأرض ذهابا وإيابا والړعب يأكل قلبها
أقترب كريم الذي يقف بأخر الممر منها وهو يرى شحوبها الظاهر التي تحاول إخفاءه والظهور بشكل قوي
مد يده بزجاجة الماء وقال لها برفق يتخلله الثقة
لبيبة هانم إهدي علشان صحتك اتفضلي اشربي مايه أنا واثق إن يعقوب قوي وهيرجع ويبقى كويس مستحيل يحصله حاجة علشان خاطرها هي ملهاش غيره في الدنيا دي
ترقب ڠضبها وثورانها لكنها ظلت هادئة ووقفت أمام غرفة العناية تنظر إلى محاولات الأطباء في إفاقة يعقوب تارة يحقنونه ببعض الأدوية وتارة أخرى يعملون على إنعاش قلبه وهو مازال غارقا بغيبوبته
بعد مرور ما يقارب الساعة خرج الطبيب وهو يتنهد بتعب لتسرع لبيبة تسأله پخوف وفزع
ماله يعقوب في أيه !!
نظر لها بأسف ثم قال
للأسف حالة يعقوب باشا نادرة من وسط حالات قليلة جدا يا هانم
كنا مفكرين إن ممكن يكون السبب الچرح إللي في راسه أو الإرتجاح إللي حصل عنده قبل أيام لكن الواضح إن جسمه متأثرش
معدلاته الحيوية كويسه جدا ومفيش أي سبب عضوي يبرر دخوله في غيبوبة
رددت بصياح وأعين متسعة بينما انتفض قلبها بشدة وانسحبت الحياة من وجهها
غيبوبة
حرك الطبيب رأسه بإيجاب وقال بتأييد للأسف غيبوبة نادرة اسمها غيبوبة نفسية واضح إن يعقوب باشا اتعرض لصدمة قوية جدا فالعقل والقلب مقدروش يستوعبوا الموقف والصدمة ودخلوا في
حالة من عدم الإدراك والرضوخ الغيبوبة النفسية حالة من عدم الإستجابة وفقدان الوعي
وعدم الإدراك ومفيش أي إستجابة من يعقوب باشا ومفيش أي سبب عضوي يفسر حالته للأسف يعقوب باشا مفيش عنده أي إستجابة طبية لنا
إنهارت لبيبة وخانتها أقدامها للمرة الأولى بعد سنوات مديدة بعدما أخذت ميثاق على نفسها بعد المرة الأولى للسقوط ألا تسقط أبدا لكن الآن الأمر يختلف إنه يعقوب
رفعت رأسها وڠرقت أعينها بشرود وهي تتذكر لمحة من الماضي النازف بداخلها والتي لم ينجح الزمن بجعله يندمل
ويشفى
لقد شمخت بعد وهن واكتسبت القوة من الضعف وخنع كبريائي لك دون جهد
فعندما يصل الأمر ليعقوب تسقط كل حصون لبيبة المنيعة
فخنوع لبيبة بسقوط يعقوب
رفعت رأسها تنظر للطبيب بقوة ثم هدرت
وأيه المطلوب العمل أيه
خلينا نسفره لبرا ويتعالج أنا مستعدة لأي حاجة
قال الطبيب برفض وتوضيح
لبيبة هانم حتى لو سافر برا مفيش أي فايده زي ما قولت
لحضرتك السبب مش عضوي
والحل الوحيد إننا نعرضه للمحفزات المنشطة ونخليه
يستجيب نفسيا لأن لو فضل كدا كتير للأسف يعقوب باشا هيتعرض لخساير كتير
ثكلت ثباتها واهتز بدنها
متابعة القراءة