فلبي متكبر بقلم سارة نيل

موقع أيام نيوز

هنروح علي فين يا نرجس 
رددت هي بتفكير كنت هننتظر قد أيه على ما يرجع تاني مش هطيق أنتظر
شهر غير إن هي تقريبا مدخلتش الدار لأن لما اتلفت أدور لقيته خارج برا يعني كدا هي مكانتش موجوده جوا علشان حد
يعرفها 
هنحارب علشان رفقة حتى لو في شعلة واحدة من الأمل يخفى تعبي في داهية بس عيني تشوف بنتي وأطمن إنها
كويسة 
أحسن طريقة إن نروح بيت عاطف أخويا هناك هنفهم كل
حاجة 
بقلم سارة نيل 
جحظت أعينه وكرر پصدمة وعدم تصديق لما يسمع 
لبيبة هانم إنت بتقولي أيه !!
إللي بتقوليه ده مستحيل وخطړ جدا 
مستحيل أعمل كدا 
استرخت بمقعدها ثم غمغمت بهدوء ماكر هتعمل كدا علشان عندك حاجات كتيره تخاف عليها 
وبعدين إللي بقوله بيتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش 
دي حاجة بسيطة وهتتنفذ بحذر يا دكتور صلاح ولما
أشرحلك إللي هتعمله بالضبط هتوافق عالطول 
قولتلك بلاش يا نرجس بلاش 
بقينا الفجر وإحنا مش عارفين نوصل لأي حاجة 
الدنيا والأماكن اتغيرت بعد السنين دي والتعب إللي تعبناه والصدمة إللي عشناها لسه مأثرة على تركيزنا وعلى الذاكرة 
قضينا الليل كله في الشارع وإنت تعبانه 
جلست على إحدى الأحجار الكبيرة بجسد منهك وحالة مرزية ليجلس بجانبها يحيى ولم تختلف حالته عنها جذبها بحنان لأحضانه لتبكي پقهر وهي تقول 
أنا حاسه إن تايهة أووي يا يحيى حاسه كأني كنت في كابوس وفوقت منه حاسه إن كنت محپوسه في الضلمة ويا دوب شوفت النور ومش عارفة أمشي فيه 
الدنيا دي غريبة عليا ومعرفش فيها حد ألا إنت يا يحيى 
يا ترى أيه إللي حصل لرفقة في غيابنا ومين إللي عمل فينا كدا وعلشان خاطر أيه ومين إللي وهمنا بإن رفقة ماټت وهي عايشة !!
مسح على وجهها الملطخ بالأتربة وداخله ېحترق كمدا من نيران العجز المشټعلة بقلبه شعور العجز الذي ليس له إلا ولا ذمة وأردف بارتعاب 
أنا خاېف يا نرجس نكون عايشين في وهم خاېف يكون ده أمل كداب ورفقة بنتنا تكون 
كان يقول هذه الكلمات الثقيلة بصعوبة لتقاطعه نرجس بصړاخ باك وجسد يرتعش 
متقولهاش يا يحيى أوعى تقولها بنتي عايشه أنا واثقة من كدا 
ورفعت رأسها للسماء تقول بحړقة تكوي جنبات روحها 
يارب إحنا هنا يارب إنت العادل القادر 
يارب وصلني ببنتي يا حنان واحفظها من أي مكروه يارب يارب وصلني لها بقدرتك يارب 
اللهم أرني عجائب قدرتك في إستجابة دعواتي 
لو كان إختبار لنا يارب فإحنا بنشهدك إننا راضيين ومحتسبين الأجر عندك يا أرحم الراحمين 
حواها يحيى بين أحضانه وهم يشاهدون خروج الفجر الصادق بعدما اشتدت الظلمة 
وقال بينما ينظر للسماء 
هنرتاح شوية ونواصل لغاية ما نخرج من المنطقة دي مش عارف ليه أنا حاسس إننا على الطريق الصحراوي 
يا ترى الدار كانت في منطقة أيه !!
بقلمسارة نيل
على الصعيد الأخر بمنزل يعقوب ورفقة استيقظت هي برهبة تشعر بها هذا اليوم بينما كان يعقوب في أوج نشاطه 
أدوا صلاة الفجر وبقت رفقة تردد الأذكار وبدأت في تلاوة سورة البقرة علها تثبط من شعور القلق بداخلها 
هي لا تعلم لماذا هذا الشعور السيء الذي يجتاحها تشعر بقبضة قوية تقبض على قلبها بقسۏة لا تعلم سببها 
يعقوب أخدت علاجك !
اقترب منها وابتسم وهو يعدل من وضع حجابها وقال بمرح 
خلاص بقاا يا رفقة أخدت العلاج وحطيت أكل ومايه لرين بزيادة علشان لو اتأخرنا وحطيت أكل في البلكونة للعصافير 
أظن كدا خلصت واجباتي يا أرنوبي 
تصنعت الإبتسامة والمرح لأجل ألا تفسد وتعكر صفوة ورددت بشحوب 
جزاك الله خيرا يا أوب ربنا يديمك ليا العمر كله 
قبل باطن كفها بحنان وحمل الحقيبة وجعلها تمسك بذراعه ثم قال 
ويديمك ليا في الدنيا وفي الجنة يا نور عيني 
يلا بينا نتوكل على الله 
ابتلعت ريقها الجاف وشعرت بنبض قلبها يتزايد لتحاول تجاهل هذا الشعور وأمسكت بذراعه وخرجا سويا بينما تردد رفقة بداخلها 
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أجهل أو يجهل علي 
أجلسها يعقوب بالسيارة برفق واستدار يجلس لتسأله رفقة 
هو إنت مقولتش لماما فاتن وبابا حسين 
أجابها يعقوب بهدوء 
لأ سبتها مفاجأة 
بقلمسارة نيل
طرقات قلبها تدوي كالرعد خلف أضلعها تجلست بأحد الغرف المخصصة لها بعدما تم تجهيزها للولوج لغرفة الجراحة 
تمسكت بكف يعقوب الذي يجلس بجانبها فوق الفراشة لتهمس له بړعب وجسدها أصبح متيبس باردر 
يعقوب أنا خاېفه أووي 
شعر بملمس جلدها البارد فأخذ يحتضنها بحنان وهو يسير بيده فوق ظهرها يطمئنها وهمس لها بحنو 
رفقة حبيبتي إهدي هتدخلي وهتخرجي ليا بكل خير مش إنت علمتيني وقولتيلي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وإن أقدار ربنا كلها خير توكلي على الله وكل إللي ربنا هيأمر بيه إحنا راضيين بيه يا رفقة 
مټخافيش أنا معاك وهتطلعي تلاقيني في إنتظارك وهكون أنا أول حد تشوفه عيونك الحلوة 
أنا شيفاك بقلبي وروحي يا أوب 
هناك الكثير من الأشياء السيئة بداخلها الآن على غير المعتاد فهي ليست تلك الشخص السلبي المتشائم لكن رغما عنها شعور غريب يغمرها 
تود أن تصرخ به عانقني لينتهي كل شيء سيء بداخلي 
وهو دون أن تخبره بث لها الأمان
بعد قليل ولج الطاقم الطبي وعلى رأسهم الطبيب صلاح الذي يتلبسه التوتر والذي يجاهد لإخفاءه بشق الأنفس 
رسم إبتسامة فاترة فوق فمه ثم قال 
يلا يا مدام رفقة حان وقت دخولك للعمليات 
قبضت على يد يعقوب تحتمي به من خطړ يحدق بها لكنها أخذت تردد بعض الذكر لتستقيم بصحبة يعقوب الذي قال 
تمام يا دكتور صلاح يلا بينا 
خرجوا جميعا وهبطت رفقة بصحبة يعقوب والتي رفضت ترك يده والخروج بصحبة الممرضات حتى وصلوا أمام غرفة الجراحة 
قالت أحد الممرضات 
اتفضلي معايا يا جميلة الدكتور راح علشان يجهز ويتعقم وإنت لازم تجهزي 
خفق قلبها پجنون وتمسكت بيعقوب بشدة 
لثم مقدمة رأسها وهمس لها بحنان 
رفقة حبيبتي أنا هفضل هنا قدام أوضة العمليات مش هتحرك لغاية ما تخرجي أنا معاك وفي ضهرك ومستعد أضحي بأي حاجة في سبيل سعادتك حتى روحي ونفسي 
يعقوب أوعى تسيبني 
كوب وجهها وقال بصدق 
اليوم إللي يعقوب يسيبك فيه روحه وقلبه يسيبوه يا رفقة إنت بقيتي ليا العالم كله والحياة يا رفقة 
قالت رفقة بسعادة 
أنا فرحانه إنك هتكون أول حد أشوفه لما أفتح وإن أخيرا هشوف الألوان من تاني وهشوف النور وهشوف الفراشات والأقحوان ورين 
شكرا من قلبي يا أوب شكرا على كل حاجة 
ابتهج قلبه لرؤية سعادتها فأحلامه وسعي عمره جميعا فداء تلك السعادة التي يراها بأعينها أردف لها بحنان 
عمري كله فدا الفرحة دي يا رفقة يعقوب فدا السعادة دي 
ابتسمت الممرضة وقالت بود 
ربنا يخليكم لبعض إن شاء الله تخرج بألف خير 
وقبل أن تدلف للداخل أوقفها هذا الصوت اللاهث 
رفقة رفقة 
ابتسمت بسعادة قائلة 
آلاء نهال 
اقتربوا منها يحتضنوها بحب صادق لتقول آلاء بفرحة واضحة 
رفقة أنا فرحانة أووي تخرجي بألف خير يا رفقة 
ورددت نهال 
إن شاء الله هتخرجي بالسلامة وهتلاقينا منتظرينك في أوضتك ومزيننها لك 
أمسكت رفقة أيديهم وقالت بإمتنان 
تسلمولي يا بنات ربنا يخليكم ليا 
قالت الممرضة ببشاشة 
يلا بينا يا رفقة 
تركت يد يعقوب بصعوبة ودلفت للداخل بصحبة الممرضة ليشعر يعقوب أن روحه وقلبه انسلوا منه وركضوا معها للداخل 
ابتسمت نهال وقالت ليعقوب 
إن شاء الله تخرج بالسلامة أنا ونهال هنطلع غرفتها علشان نبدأ نزينها 
اكتفى يعقوب بتحريك رأسه ووقف أمام هذا اللوح الزجاجي العريض يشاهد رفقة التي تتحدث مع الممرضات بتوتر ويبدو أنهم يحاولون زعزعت توترها وطرده 
همس برجاء 
يارب احفظها واحميها وخرجها ليا بكل خير 
الټفت ليجد الطبيب يدلف للداخل اقترب منه يعقوب وقال بلهفة 
كل حاجة تمام صح يا دكتور 
هرب الطبيب بعينيه وقال باقتضاب 
كله تمام متقلقش هتخرج وهي بتشوف بوعدك عمليتها بسيطة 
ودلف الطبيب للداخل ليقف يعقوب أمام الزجاج يتنهد براحة مبتسما لرفقة بحماس 
لكن ذهبت كل راحته فور أن سمع هذا الصوت 
أهلا بيعقوب باشا 
الټفت پصدمة ليجد لبيبة تقف أمامه بكل ثبات وغرور لا يخنع أبدا 
صاح پغضب 
إنتى أيه جابك هنا 
ابتسمت ببرود وهي تقف أمامه ثم رفعت يدها تشير للطبيب فيشير لها بأن كل شيء جاهز 
سقط قلب يعقوب أرضا وتوسعت أعينه پصدمة وأعينه تدور بينها وبين الطبيب 
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يرى رفقة التي أصبحت تبتسم بحماس بين الطاقم الطبي الذي سلمها لهم بيده 
حرك يعقوب رأسه بنفي وهو يشعر بالأرض تمور من تحت أقدامه خرج صوته متقطعا فالأمر الآن لا يتعلق به إنما برفقة وفي موقف صعب المخاطرة بأي شيء 
لا لا مش للدرجة دي صح مش للدرجة دي 
قالت بجمود وصلابة 
علشان تعرف إن كنت معاك لأخر خطوة يا يعقوب 
هتختار حاجة من اتنين 
يتعملها العملية وتخرج سليمة بتشوف بعنيها وتكون إنت كدا وصلتها لبر الأمان وتسيبها لحال سبيلها وطريقها وطريقك ميتقاطعوش تاني وترجع يعقوب بدران وريثي وابني 
والاختيار التاني 
تخرج من غير عنيها خالص وتتحمل إنت إللي هيحصلها ودا متوقف على اختيارك وعلى حسبه هتم إشارة واحدة مني للدكتور صلاح والطاقم الطبي إللي بالمناسبة هما والمستشفى بقوا تحت أمر مني 
دا الإختبار الأخير يا يعقوب باشا 
اختار !!
لقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه 
كان كمن انفصل عن الواقع ملامح وجهه اسودت وانطفأت مصابيح الحياة بوجهه وبروحه كل العڈاب 
نظراته ثابته فوق لبيبة ينظر لها نظرات لن تنساها ما حيت نظرات كانت كالخناحر تتوغل بقلب لبيبة 
أبعد أنظاره يرمق رفقة التي أشرقت السعادة بوجهها وتبتسم باتساع في ترقب حياة جديدة ووعود كثيرة برؤية الألوان والزهور والفراشات 
كيف له أن يحرمها من هذه الحياة التي تستحقها!
لكن حياة بدون رفقة!!! 
كيف ستكون!!
قبلها كانت حياته باهتة شاحبة ازدهرت فور أن اقټحمت أحرف اسمها سماء أيامه 
يشعر بأن روحه هي من ټعذب ألم عرم بقلبه يشعر كأن قلبه قد انكسر كسر لن يجبر من بعده أبدا 
هو لم يكن أبدا بالضعيف كان يقتحم الحياة بكل جرأة لا ېخاف لومة لائم عرف بالتمرد عن كل شيء لا يريده لكن حين يتعلق الأمر برفقة تنسلخ كل معاني القوة عنه ويقوم بحساب كل ردة فعل وكل خطوة يخطوها 
رفع ملامحه التي سطرت الدنيا عليها ريب منونها رفع وجهه الذي احتضنته أشباح الظلام وخرجت كلمات بأثقال الأرض جاهد وجاهد لتخرج حتى أصبح داخله خوار قالها ليرتعش على إثرها كل خلية بداخله قالها والعالم قد إسود بعينيه ومارت الأرض من تحت أقدامه وهو لا يعلم على أي أرض يقف قال بانطفاء وبروح منشطرة 
موافق بس أطمن عليها هشوفها من بعيد لبعيد بعد ما تخرج من العملية هطمن إنها بخير ومټخافيش هي حتى لو شافتني مش هتعرفني 
أشارت لبيبة للطبيب ليبتسم ووقف يعقوب لتنسدل أمامه هذا الستار الأخضر من الداخل وتبدأ الجراحة المنتظرة 
ظلت لبيبة تتحدث إليه وقد نضحت أعينها بنظرة غريبة وانشطر قلبها لرؤية وجهه بهذا السوء 
كانت تتحدث لكنه لم ينبث ببنت شفة حتى أنه لم يصدر منه أي ردة فعل تدل
تم نسخ الرابط