روايه لدعاء عبد الرحمن
المحتويات
عليكم
عادت والدة عزة للداخل وهى تنظر أمامها متعجبة وتقول
سبحان الله !!
خرج زوجها من غرفة نومه بعد أن أنهى صلاته وقال وهو ينظر إليها
مين يا ام عبير
قالت زوجته وهى تنظر لعزة الجالسة أمام التلفاز شاردة
ده عمرو يا حاج
أنتبهت عزة والتفتت إليها وقال والدها متعجبا
ومدخلش ليه
نظرت والدتها إليها مرة أخرى باستفهام وقالت
ناولته الورقة وهى تقول
كان جايب عنوان دكتور علاج طبيعى لعبير وبيقولى انه صاحب فارس مش صاحبه هو
أخترقت الكلمة أذن عزة وشعرت أن الډماء ستنفجر من رأسها وقالت بداخلها وهى واجمة
طالما زعل وعمل كده يبقى أكيد أفتكر أن فى حاجة يارب استر
هتفت عبير مستنكرة
أنا مش هروح يا بابا
نظر لها والدها بحدة لم تعتدها منه وقال
شعرت بالعبرات ټقتحم مجال رؤيتها لتعيقها عنه وهى تقول
يا بابا حضرتك عارف
يعنى ايه علاج طبيعى يعنى ممكن يقول تدليلك وكلام فاضى يرضيك يعنى يا بابا واحد يقعد يدلك رجلى
تدخلت عزة وقالت بخفوت وكأنها تخشى أن يخرج صوتها من حلقها
عمرو لما اتصل قال انه متدين ومحترم ومش بيتعامل مع ستات أصلا لكن لما
لما فارس قاله انك مش عاوز تروحلى لدكتور راجل وان احنا مش لاقين دكتور مضمون وافق بصعوبة
نهض والدها وقال موجهأ حديثه لعبير
جهزى نفسك هنروح بكره على طول
وقبل أن تتكلم قال آمرا
ومش عاوز كلمة زيادة
دخلت عبير مركز العلاج الطبيعى وهى تستند لذراعى والدها ووالدتها جلست تنتظر دورها بجوارهما فى قلق المكان حولهم ملىء بالرجال لا يوجد امرأة واحدة فى المركز شعرت پألم فى معدتها وحاولت أن تذكر الله مرارا حتى تهدأ نهض والدها وتحدث إلى الممرض ثم عاد وجلس بجوارهما مرة أخرى ومال عليهما قائلا
همست عبير مستنجدة به
بابا انا عاوزه اروح البيت
نظر لها محذرا وقال
عبير ايه شغل العيال ده
وأخيرا جاء دورها فى الدخول له ولم تكن تطأ إلى غرفته حتى اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر إلى بلال ولحيته وسمته الظاهر غضت بصرها سريعا عنه وسمعت والدها يلقى السلام وسمعته يرد عليه السلام بود واحترام ثم هب بلال واقفا ووضع
جلس والديها على المقعدين المقابلين أمام مكتبه وهو ينظر إلى الأشعه بأمعان وتأمل دقيق ثم رفع رأسه بابتسامة عذبة وبشاشة قائلا
ماشاء الله نتيجة الأشعه ممتازة باذن الله كده الموضوع مش صعب خالص على فكرة متقلقوش يا جماعة خير إن شاء الله
ان شاء الله تسلم يا دكتور والله انت وشك فيه القبول
أردف زوجها على الفور
اه والله يا حجة معاكى حق
أبتسم بلال وهو ينظر للزوج قائلا
جزاكم الله خيرا والله ده من ذوقكم بس
تناول أحد الملفات الفارغة وهو يقول
انا هعملها ملف بحالتها فى الأول كده علشان نبقى متابعين التطورات أول بأول
لمعت عينيه بنظرة ذات مغزى وهو يدون البيانات تظاهر بالأستغراق فى كتابة البيانات ووالدها يمليه أسمها والعنوان ورقم الهاتف توقف فجأة عن الكتابة وسأل بشىء من الامبالاة قائلا
أكتب آنسه عبير ولا مدام عبير
قالت والدتها سريعا
آنسه عبير يا دكتور
دون بلال البيانات فقال والدها بتردد
هو العلاج الطبيعى ده بيبقى ازاى معلش يا دكتور أصلها بصراحة قلقانة أوى ومكنتش عاوزه تيجى علشان يعنى مش عاوزه حد يشوفها
قال بلال وهو ينهض ويتجه إليها قائلا
متقلقش يا حاج
وتناول مقعد صغير ووضعه بجوار مقعد الكشف الذى تجلس عليه عبير وما أن جلس عليه أمامها مباشرة وما أن شعرت عبير باقترابه حتى هتفت فجأة
مش هكشف مش هكشف انا عاوزه امشى روحنى يا بابا
هب والدها واقفا واقترب منها يهدأها بينما قال بلال له
لو سمحت يا حاج استنى شوية عاوز اتكلم مع الآنسه عبير
أومأ والدها برأسه موافقا له فاستند بلال بمرفقيه على قدميه وقال لها دون أن ينظر إليها
آنسه عبير لو سمحتى أهدى علشان اعرف افهمك طبيعة العلاج
غشيت الدموع عينيها ولم ترد وقالت بصوت متقطع
أنا عندى أموت ومفيش راجل يلمسنى
قال بجدية
يعنى عمرك ما روحتى لدكتور خالص
قالت بانفعال
الحمد لله عمرى ما تعبت إلا ولقيت دكتورة ست إلا المرة دى
قال مختبرا
اه بس ليه تتكسفى من الدكتور ده شغله يعنى مش أى راجل كده وخلاص
قالت بصوت متقطع من أثر البكاء
الصلاة والسلام علشان عمر بن الخطاب كان مدفون جنبه يعنى كانت بتستحى من واحد مېت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال برأسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئنا
حالتك أصلا مش محتاجة كشف يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا زى ما قلتلك حالتك واضحة من الأشعة وكويسة أوى واحب اطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك
متابعة القراءة