روايه لدعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

أنها انفصلت عنهم وجدانيا فى دوامة أخرى لا تسمع ولا ترى سوى انفعالتهم أمامها وكأنهم فى غرفة عازلة للصوت ظلت هكذا وأخيرا استطاعت أن تسمع هتاف عمرو وهو يقول 
أنا هعمل المستحيل علشان اطلع تصريح بالزيارة لازم اقابله واقوله على كل حاجة
لم تشعر بنفسها إلا وهى تهتف برجاء قائلة 
لا لاء حرام عليك مش كفاية عليه عڈاب السچن
كمان يعرف كده وهو مش عارف يتحرك ولا يعمل حاجة ولا قادر يعرف هى عملت كده ليه أنت كده هتزود عڈابه
نظرت لها عزة نظرة متفحصة بينما قالت أم فارس 
صح مهرة معاها حق بس الله يخاليك يا عمرو تحاول تخالينا نزوره أحنا مش هنقوله على حاجة بس نزوره ونطمن عليه وحشنى أوى
هدأ عمرو قليلا وجلس بجوار عزة قائلا 
محدش يجيبلها سيرة اننا عرفنا حاجة ولو اتصلت كلموها عادى وانا هروح للدكتور حمدى وهو ان شاء الله هيقدر يخالينا نشوفهم ونطمن عليهم
قالت أم فارس بلوعة 
ماهى قالتلنا انه تعبان وسافر يتعالج
نظر عمرو أمامه باشمئزاز وهو يقول 
مش لازم نصدقها فى أى كلمة قالتها أنا هدور عليه بنفسى لحد ما الاقيه وبعدين هو يبقى اخو صاحبة الشركة اللى انا شغال فيها يعنى سهل أوصله 
عاوزه أيه يا نورا أنا مش فايقة
قالت دنيا عبارتها تلك وهى تستند إلى ظهر مقعدها فى تأفف شديد بينما نظرت لها نورا باستنكار وهى تقول 
أنت بتكلمينى كده ليه يا دنيا هو انا جاية اشحت منك وبعدين متنسيش انى مديرة المكتب يعنى أسلوبك لازم يكون أحسن من كده معايا
ضړبت دنيا سطح المكتب بعصبية وقالت 
مديرة على نفسك أنا يا ماما ابقى مرات فارس ودراعه اليمين هنا فى غيابه عارفة كده ولا لاء
عقد نورا ذراعيها بتحدى قائلة 
الدكتور فارس مدانيش تعليمات بكده ولو حضرتك عاوزه تقعدى فى المكتب ده مكانه يبقى لازم هو اللى يقولى كده فى الأول
زفرت دنيا بقوة وقالت بتعالى 
قولتلك مسافر مسافر أنت مبتفهميش
خرجت نورا مباشرة و صفقت الباب خلفها بقوة ودخلت مكتبها جلست خلفه بانفعال وهى ټضرب بأناملها بسرعة وتوتر وهى تمتم
أنا مش مستريحة أبدا للموضوع ده لازم الدكتور حمدى ياخد خبر
بعد خروج نورا مباشرة من حجرة فارس التى احتلتها دنيا زفرت بضيق وڠضب ولملمت أوراقها الخاصة لتنصرف ولكن رنين هاتفها استوقفها وجعلها تنظر إلى الرقم الغير مسجل لديها بتفكير ولكنها قررت أن تجيب المتصل وقالت 
مين
أجابها المتصل ببرود 
أنا حسن يا أستاذة دنيا
عقدت ما بين حاجبيها وهى تقول 
حسن مين
أجابها بنفس البرود 
حسن اللى كنت شغال فى مكتب الدكتور حمدى معاكوا وبعدين روحت اشتغلت مع الأستاذ باسم
أومأت برأسها وقد تذكرته وقالت 
خير يا حسن فى حاجة
عاوز سلفية صغيرة منك حوإلى نص مليون جنية بس
أتسعت عينيها وهتفت ساخرة 
أنت بتكلمنى علشان تهزر معايا ولا أيه
أنا مبهزرش معاكى أنا بتكلم جد ودخلت فى الموضوع دوغرى
عقد حاجبيها بشدة وقد شعرت بالخۏف وقالت 
أتكلم على طول
زى ما قلتلك كده نص مليون
قالت بجمود 
مقابل أيه
مقابل اللى سمعته بيحصل بينك وبين الأستاذ باسم يوم ما جيتيله المكتب بالليل لوحدك وخرجتى متبهدلة من عنده ومقابل انك اتفقتى معاه انك تودى جوزك فى داهية علشان تقسموا انتوا الاتعاب سوا وتهبروا الملايين لوحدكوا ها كدة كفاية 
أتسعت عيناها وصاحت پغضب وسبته بشدة رافضة ابتزازة لها ثم قالت
وشوف بقى هيحصلك أيه من باسم لما يعرف انك كنت بتجسس عليه
ضحك حسن متهكما وهو يقول 
بمنتهى البساطة لو قولتى لباسم هفضح حكاية التزوير اللى عملتوها فى القضية
صاحت متهكمة 
شوف يا بابا أنا مش هجيب سيرة لباسم علشان بس انا مبحبش أذى حد لكن تنسى حكاية الفلوس دى خالص واللى انت بتهددنى بيه مرمى فى المعټقل ولو ضايقتنى تانى هتحصله 
قالت كلمتها وأغلقت الهاتف بشدة وعڼف نظر حسن إلى الهاتف وقال پغضب 
ماشى يا أستاذة لما نشوف
ضحك باسم ضحكات رنانة فى ذلك المكان
العام المطل على كورنيش النيل ثم قال 
بقى فى حد فى الدنيا يقعد يتكلم فى قضية على البحر كده معقول لسه بتخافى مني ده انت قلبك اسود أوى يا شيخة
مالت للأمام وقالت بإنفعال 
وطى صوتك شوية الناس بتبص علينا
هدأت ضحكاته أخيرا وتحولت ملامحه للجدية مباشرة ثم قال 
خلاص خالينا فى المهم الجلسة اللى فاتت كانت جلسة أجراءات شكلية بس زى ما انت شوفتى كده مجرد تسجيل أوراق وحضور المتهم وكلام من ده الجلسة بتاعة بكره هى اللى لازم تبدعى فيها لازم تترافعى وانت واثقة من نفسك وعارفة بتقولى أيه
أومأت برأسها بأنصياع وهى تقول 
هاخد المذكرة اللى كتبتهالى دى احفظها صم من النهاردة لبكره
أخذ رشفة من القهوة التى وضعت أمامه وقال 
برافوا عليكى عاوزك تصميها صم
نهض الدكتور حمدى من مقعده وهو يتناول مفاتيح سيارته ويقول ل عمرو مسرعا 
تعالى معايا يا بشمهندس
توجها إلى المكتب مباشرة بعد أن علم من عمرو ماذا حدث لفارس وماذا فعلت دنيا والبلاغ الذى قدمته ضده وأكدت
تم نسخ الرابط