روايه غرام بقلم ولاء رفعت
المحتويات
بقاش ليكي إزاي يا قلب أمك بيت أبوكي مفتوح و لو مشالتكيش الأرض أنا وأخوكي نشيلك جوه عنينا و لا إيه يا جمال يا بني
أومأ بالموافقة معقبا
أيوه يا أمي بيتها ومطرحها و مش هاسيب الحيوان ده غير لما يجيلها راكع قدامها
ربنا يخليك لينا يا بني ومعلش إننا جينا وقلقنا منامكم أديك شايف مابقاش لأختك مكان غير هنا
يا أمي ده بيتك ومطرحك و إحنا اللي ضيوف فيه
وبالعودة إلي غرام يتجمعون هي ووالدتها واشقائها الثلاث حول مائدة الإفطار
ما بتاكليش ليه يا احلام
ألتفت أحلام إلي والدتها بوهن
مليش نفس يا ماما
سألتها غرام بقلق
حاسة بتعب و لا إيه
لاء مصدعة شوية ومليش نفس
قامت الأخرى بصنع شطيرة فلافل وخضروات واعطته لها
نهضت أحلام
معلش يا غرام مش قادرة أؤكل أنا هاقوم أخد علاجي وهنام ولما هاصحي هاكل مع ابني
كادت الأخرى توقفها فمنعتها والدتها
سبيها يا بنتي براحتها أنتي عارفاها طالما نفسها مسدودة لو عملتي إيه مش بتاكل اللهي يسد نفسه اللي كان السبب
كانت أحلام قد ولجت إلي داخل أحد الغرف عقبت غرام بصوت خاڤت
الحمدلله هاقوم أغسل إيدي وألحق طابور المدرسة قبل ما يخلص المديرة بقت تذنب اللي يجي متأخر و تخليه واقف لمدة حصتين و يتاخد غياب كمان
عقب سعيد شقيقهم الصغير
ما تخافيش خطيبك مش هيخليهم يعملولك حاجة
ضړبته بخفة علي خلف رأسه
خليك في حالك يا سوسة
خدي بالك من نفسك كل اللي ما بينك و ما بين مستر حسن مجرد خطوبة أظن أنتي فهماني
ما تقلقيش على أنا بعرف أحط حدود كويس ما بيني و ما بين أي حد حتي لو كان خطيبي
ربتت غرام علي ذراع شقيقتها
جدعة يلا روحي و ما تتأخريش و خدي معاكي سعيد في سكتك و ماتمشيش غير لما تشوفيه دخل جوه حوش المدرسة
شوفي يا غرام مين علي الباب شكله أخوكي هتلاقيه نسي السندوتشات بتاعته
ذهبت غرام لتفعل ما أمرتها به والدتها ظنا منها أن الطارق شقيقها لذا كانت لا ترتدي وشاحا علي رأسها
توقفت الحروف علي لسانها عندما رأت أن الزائر هو رامي الذي وقف يحدق إليها
ممكن أدخل
شهقت حين أدركت أنها تقف دون حجاب أمامه صفقت الباب في وجهه!
الفصل الرابع عشر
عالمي وعالمك مختلفان مشاعرنا متشابهة واقع منوط بآمال زائفة ربما تصبح حقيقة بعد معاناة
كان جالسا علي الأريكة ذات الفرش القديم يتأمل أثاث وجدران هذا المنزل البسيط لكن تلك الخصلات الغجرية السوداء لم تذهب عن باله فبعد أن أغلقت الباب في وجهه ركضت إلي داخل غرفتها باحثة عن وشاح ترتديه علي
رأسها بينما قامت والدتها باستقباله بعدما أخبرها بهويته
أهلا وسهلا يا بني
كان شاردا في صورة غرام المعلقة في زاوية برفقة والدها كما هي رائعة ابتسامتها لما تلك البسمة غادرت شفاها حاليا!
انتبه
إلي ترحيب السيدة عزيزة فألتفت إليها مبتسما
تسلمي يا أمي أومال غرام في
بتر سؤاله ظهورها عندما خرجت من باب الغرفة ترتدي وشاحا أسود وثوب فضفاض و بشبه ابتسامه رحبت به
أهلا مستر رامي يا تري إيه سبب الزيارة
شعر بالحرج لكنه أخبرها رغم ذلك
كنت بتصل عليكي من إمبارح و ما بترديش كان فيه ورق مش لاقيه وعايزه ضروري فقولت أجي بنفسي أسألك أخدت عنوانك من ال HR
زفرت بضيق لاحظته والدتها
كان ممكن حضرتك تستني بكرة
انتشلته والدتها من الحرج فأخبرته بفرح
أصل غرام من امبارح عقبالك كان فرح صاحبتها هند فكانت مشغولة معاها
نظر إلي غرام ويعلم جيدا عدم ترحيبها بوجوده
ألف مبروك عقبالك يا غرام
يسمع من بوقك ربنا يا بني أصل
ماما شوفي مستر رامي يشرب إيه وأنا داخلة أجيب له الورق اللي عايزه
قاطعت والدتها علي الفور قبل أن تتفوه بأمور لا تحب ذكرها أمام هذا الرامي الذي لا تحبه
نهضت عزيزة
تشرب إيه يا بني
أي حاجة من إيديكي يا أمي
ذهبت عزيزة فتقدمت منه غرام وتحاول لجام زمام ڠضبها
أنت إيه اللي جابك هنا
نهض فتراجعت پخوف وتوتر
جيت عشان اشوفك ليكي عندي كلام كتير نفسي أقوله لك و أنتي مش بتردي علي مكالماتي مالقتش حل أحسن أن اخد بعضي و أجيلك
أطلقت زفرة تستعين بالصبر والاستغفار في نفسها
بص يا أستاذ رامي مع حفظ الألقاب والحدود اللي ما بينا كل اللي بيني و بينك شغل وبس و جوه الشركة جو الصحاب و تليفونات ده ماليش فيه خالص
طرقت فكرة في رأسه للتو ربما يكسب قليل من الود وتنقشع غيمة النفور منه لديها
ممكن تقعدي و نتكلم بكل هدوء واحترام أنا جاي وعارف أنك مش عايشه لوحدك أنا ابن بلد وأفهم في الأصول و عارف ظروفك اللي تشبه ظروفي
تنهدت ثم جلست بالحفاظ علي مسافة بينهما
اتفضل قول اللي عندك سمعاك
شعور بالنصر وبسمة ظافر كسب المعركة قبل الخوض في حرب
بعتذر علي أي كلام قولته ليكي في الشركة ماكنتش أقصد أجرحك و لا أقل منك بالعكس كنت عايز انبهك قبل ما تقعي في فخ يوسف زي أي بنت قبلك
الظاهر يا أستاذ رامي ماكنتش سمعتني كويس لما قولتلك إن أنا كل اللي بيني و بين مستر يوسف شغل وبس مش محتاجة حضرتك توضحلي أي حاجة أو تعتذر
ما أنا مش جاي أعتذر وبس
ابتلع ريقه قبل أن يتردد فأخبرها
أنا جاي أطلب إيدك من والدتك علي سنة الله ورسوله
علي كلمات وألحان أحد الأغاني التي يعترف بها العاشق لمحبوبته عن حبه و كيف هي أسرت جوارحه في محراب قلبها فكان ذلك علي غرار ما يشعر به حسن الذي استسلم للحب من أول نظرة إلي ابتسام لن يكن في علمه يوما أنه سوف يجلس جوارها علي كورنيش النيل كما اختارت يتبادلان الأحاديث المرحة وأخرى جادة لكن هي المستمع غالبا بينما هو المتحدث أكثر
علي فكرة يا بوسي من وقت ما جينا وقعدنا وأنتي قليل لما بتتكلمي وأنا اللي عمال أتكلم عن نفسي وأحكيلك عن حياتي كلها حسك مضايقة متوتره أنا قولتلك مستأذن من ماما عزيزة و من غرام يعني ما بنعملش حاجة من وراهم
لا يعلم ما يدور في ذهنها والذنب الذي يؤرقها منذ ليالي تتذكر رسالة واردة من عثمان و كان محتواها سؤاله عن حالها و يذكرها بحبه وشوقه إليها وسوف يبذل قصارى جهده في العمل والحصول علي مبلغ يؤهله لتأسيس عش الزوجية كيف ذلك وهي قد أصبحت لغيره بإرادتها
ابتسام ابتسام
يناديها ويلوح بيده أمام عينيها حتي انتبهت إليه
آسفه سرحت شوية
يا تري كنتي سرحانة في إيه
دفنت ما تشعر به خلف ابتسامة زائفة وتخبره كڈبا
كنت بتخيل اليوم اللي هخلص فيه الامتحانات و النتيجة طلعت و جيبت مجموع يدخلني كلية من كليات القمة وأخلي ماما وغرام يفرحوا ويتفاخروا بيا
بإذن الله هيجي اليوم ده بس عايزك تحطي في دماغك حاجة و هي أنك لما بتبني مستقبلك ده بيكون عشانك أنتي
مش عشان حد و مش كل النجاح متمثل في كليات القمة ممكن تكوني خريجة أي كلية سواء العملية أو النظرية بس تشتغلي شغلانة مالهاش علاقة بدراستك و تكوني ناجحة جدا فيها بسبب خبرة
اكتسبتيها من خلال التعاملات أو التدريبات والكورسات ما تحطيش سقف لطموحك
فعلا كلامك صح وعندي أحلام كتير نفسي أحققها
ما تقلقيش يا حبيبتي هافضل في ضهرك وهاكون أكبر داعم ليكي لحد ما تحققيها و أتمني أكون من ضمن أحلامك
مد يده فانتفضت ونهضت تتهرب من الموقف الحرج
شوفت خدنا الكلام وكنت هانسي ميعادي مع منة صاحبتي هاعدي عليها هاخد منها ملزمة مراجعة العربي
ابتسم وأمرها
خليكي مكانك دقيقة واحدة
نهض وسار نحو سيارته وكانت تجلس بمفردها فإذا بثلاثة شباب يبدو علي وجوههم معالم الفسق وفساد الأخلاق تقدم احدهم عن صاحبيه يقول بخلاعة
الحلو قاعد لوحده ليه مصلحة ولا مروحه يا مزه
اتسعت عينيها پصدمة ولم تستطع الإجابة تنظر من حولها پذعر
إيه يا حلوة القطة كلت لسانك ولا
أنا اللي هاقطعلك لسانك ده يا منك ليه
صاح حسن كالۏحش الثائر مصاحبا صياحه لكمات أخذ يوجهها لكل واحد من الفتية علي حده صړخت ابتسام لاسيما بعد أن استطاع احدهم بتكبيل ذراعي حسن خلف ظهره
حسن
صړخت بها وتري الشاب الثاني يقف أمامه ويكيل له لكمة قوية استطاع حسن أن يتفادها هبط بجذعه لأسفل وفك ذراعيه
ألحق يا حسن
تنبهه من الضړبة التي كادت تصيبه خلف رأسه وخلال ثوان بعد شجار حاد صدح صوت تنبيه سيارة الشرطة انتبه الشباب إليها فتوقفوا عن مهاجمة حسن وأطلقوا ساقهم للريح
هبط الضابط من سيارة الشرطة
روح أنت وهو هاتولي العيال ولاد وخدوهم علي القسم
وألتفت إلي حسن و كاد يوبخه ظنا منه أنه شاب يتسكع مع فتاه علي الطريق صاح بمرح
إيه ده أبو علي
اعتلت الدهشة ملامح حسن الذي ردد
سامي البنا!
تصافح كليهما ويبدو أنهما علي سابق معرفة تبادلان الحديث
سامي يا ابتسام يبقي كان جاري وصاحبي لحد ما كنا ثانوية عامة بعد كدة اختفي لما اتنقل هو وأهله للتجمع
أهلا وسهلا بحضرتك
أهلا يا عروسة ربنا يتمملكم علي خير وأوعدك العيال ولاد ال هربيهم وهخليهم لو شافوا أي بنت يلفوا من أي شارع تاني
اكتفت بإيماءة شكر وطيف ابتسامة ربت حسن علي كتف الأخر
قدها وقدود يا حضرة الظابط
مضطر أسيبكم بقي يا دوب أرجع علي القسم أنفخ العيال دول ماتنساش تتصل بيا يا أبو علي و أبقي اعزمني علي فرحكم هستناك
بإذن الله
وبعد ذهاب صاحبه الضابط عاد ينظر إليها أطلق زفرة وسألها والقلق جلي داخل عينيه
أنتي كويسة
أومأت له بنعم ثم قالت
ممكن نمشي
اتفضلي
أشار لها لتذهب وتدخل إلي سيارته ليعود بها إلي منزلها وكان الصمت رفيقهما الثالث طول الطريق أو ربما هي من أثرته
بعد مرور يومين
كانت تتجنب الظهور أو التعامل المباشر مع رامي وخاصة بعد مطلبه المرفوض بالنسبة إليها فهي تسعي هنا داخل الشركة من أجل العمل وبالنسبة إلي يوسف كان كلما أراد التحدث إليها في نطاق خارج العمل كلما فرت بإطلاق حجة زائفة لكن داخل قلبها قد ولد شعور نحوه تريد وأده قبل أن يترعرع ويكون بداية النهاية لقصة حب تتحدي المحال
ولننتقل إلي مكتب رأفت الشريف لم يأت بعد وكانت سوزي تجلس خلف مكتبه ترتب الأوراق انتبهت إلي إطار الصورة التي تجمع رأفت بزوجته وولديه
متابعة القراءة