سجينه في قلب
المحتويات
قلبين إحداهما اعترف بما به والأخر مازال لا يدري ما يصيبه..
في الصباح
ذهب إلى الجبل وهو خجل من نفسه ومن صديقه لا يدري كيف سيرفع وجهه إليه وينظر داخل عيناه وهل إذا اعتذر عما فعله سيقبل عاصم الاعتذار.. ذهب وحده دون حراسه فليس هناك حراسه من الأساس أنهم عادوا في الأمس جميعا..
ولج إلى الداخل ليجد الغرفة المتواجد بها جلال بابها مفتوح وهو قد أغلق بالأمس دلف إلى الداخل ليرى الغرفة فارغة ليس بها أحد والأحبال الذي كان مربط بها ملقاه على الأرضية وجوارها سکين حاد كان هنا بين الأدوات.. استطاع أن يقطع الحبل ويفكر أسر نفسه وهرب من الجبل لأنه على علم بكل ما به.. وخرج من الجزيرة مؤكد لأنه من أكثر الأشخاص دراية بمداخلها ومخارجها
أبتعد عن الغرفة ليذهب إلى عاصم ولكن يبدو أن هناك من يراقبه في الجزيرة أيضا من بعد جلال كي يرسل إليه عبر الهاتف ما يريد طاهر في الوقت المناسب..
أغلق الهاتف وبقي واقفا قليلا.. ما فكر به طوال الليل كان صحيح.. أنه جلال ذلك الخائڼ الذي كان مزروع بينهم يرسل المعلومات إلى طاهر وېغدر به غدر لا مثيل له..
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو الذي كان يعتقد أن لا تفوته كبيرة أو صغيرة أتضح أن الخائڼ الذي كان بينهم كان من داخل القصر وهو الذي غدر به وبشقيقته وأوقعه بصديقه..
خرج صوته ينظر إليه قائلا
يا ترى ھموت دلوقتي ولا ظهرت براءتي
خرج صوت جبل مبحوحا
أنا ماليش غيرك يا عاصم
تهكم الآخر يخرج صوته بسخرية شديدة ينظر إليه بقوة
يبقى عرفت إني معملتش حاجه
أومأ برأسه إليه وأبتعد بعينه مرة أخرى لا يمتلك الجرأة التي تجعله يتحدث أمام عيناه بتلك السهولة
انتفض بدن عاصم وهو ينظر إليه پصدمة يسأله بقوة واستنكار
هرب!
استدار بوجهه إليه يرفع يده على كتفه يربت عليه قائلا بندم شديد وأمل في أن يسامحه ويغفر له ما حدث
عاصم.. أنا مش عارف أقول ايه قرفان من نفسي علشان شكيت فيك بس دي أختي.. ندمان على اللي عملته بس أنت أخويا أكيد هتسامحني
هسامحك يا جبل لكن مش هكمل معاك
وقف على قدميه ينظر إليه بعتاب ثم قال بحزن
مسموح ليا أمشي أكيد بعد ما عرفت كل حاجه
تحرك من أمامه يبتعد ليذهب تاركا إياه وحده كما قال له في الأمس بعد النيل منه والدعس على كرامته وتدنيس الصداقة بينهم لن يبقى معه ولن يكن صديقه مرة أخرى فهو عزيز.. عزيز للغاية
اخترق صوت جبل أذنه الذي وصل إياه بحزن واحتياج شديد
عاصم أنا محتاجلك
وقف في مكانه ثابتا واستدار ينظر إليه بعمق وقوة تلقي الأسهم بانفسها على كل منهما إحدى الأسهم نادمة حزينة راجية السماح والعفو والأخرى مستنكرة لا يهون عليها كل ما بينهم ولكنها تتقابل بالعتاب الممزوج بالحزن..
لحظات يتبادلون فيها النظرات تعود على ذاكرة كل واحدا منهما لحظات طفولتهما سويا وشبابهما معا عملهم وإطلاق النيران على الجميع وهما في ظهر بعضهم البعض لا يترك أحدهم الآخر.. لا يجوز أن ينتهي كل هذا بهذه السهولة.. لا يجوز أن يفوز جلال بما فعله ولا يفوز الشك باعدهما عن بعضهم ليبقى كل منهم ظهره منحني وحده..
اقتربوا الاثنين من بعضهم البعض ليتقابلون في عناق حاد خرج من أجساد قوية ذو عضلات قاسېة شرسة كل منهم سحق الآخر لا يود تركه وادمعت عيني جبل وهو يقول نادما
سامحني يا صاحبي
استشعر الآخر ما به فبادله تلك الدمعات التي لا تخرج إلا من رجال أقوياء تعبر عن قهرهم ليقول بحب
انسى
لحظات مرت بينهما ليفرغ كل منهما ما بقلبه ولا يحمل ذرة بغض ناحية الآخر يعودون مرة أخرى إلى العهد السابق وما
متابعة القراءة